كان العالم ينزف في ظلال الشفق، لوحة من الفحم والعظام. ومن بعيد، هبت عاصفة، وكان غضبها بمثابة تهديد هامس في الريح. ومع ذلك، في هذا الصمت، ظهرت صورة من الصفاء.
وقفت امرأة وسط المرج أحادي اللون، وظهرها كان مدار للعاصفة التي تقترب. كان شعرها، بلون ضوء القمر، يتدلى على ظهرها كنهر مضيء. كان جسدها، مرتديًا ثوبًا من الشفق ، يتمايل بلطف مع إيقاع نسيم غير المرئي.
وبجانبها، تجسد الليل.
كان ذلك الفحل، أسود مثل جناح الغراب، ينضح بقوة هادئة. معطفه، المشبع بلمعان حجر
السج المصقول، متموج مع لعبة العضلات غير المرئية. كان عرفها، وهو شلال من خشب
الأبنوس المتشابك مع الريح، يعكس خصلات شعر المرأة غير المقيدة.
مدت المرأة لمسة
شاحبة على جناح الفحل. أغمس الحصان رأسه، وعيناه الذكيتان، في برك من العقيق
السائل، ليقابلها. وفي تلك الخطوة الصامتة، دارت بينهما لغة أقدم من الكلمات.
كان هناك حنان
في الطريقة التي لامس بها الحصان يد المرأة، ثقة تشكلت في همسات مشتركة وفهم غير
معلن. لقد كانتا روحين متشابكتين، وكان رباطهما ملجأً ضد العاصفة المتصاعدة.
هبت الريح وجذبت
ثوب المرأة وضربت عرف الفحل. تناثرت قطرات المطر السميكة الأولى على القماش، مما
أدى إلى طمس حواف عالمهما. ومع ذلك، ظلت المرأة متجذرة في المكان، ويدها مستندة
على خاصرة الفحل، ووعد صامت يتردد صداه في الفضاء بينهما.
سيواجهان
العاصفة معًا، خشب الأبنوس والعاج، في مواجهة الليل الزاحف. لقد كانت شهادة على
جمال التواصل الدائم، ومنارة الأمل في عالم يتأرجح على حافة الفوضى.
0 التعليقات:
إرسال تعليق