الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


إعلانات أفقية

السبت، نوفمبر 01، 2025

زغرودة صحراوية شعر : عبده حقي


يا رياحَ الجنوبِ...

هُبِّي من مسرى الجِمالِ إلى ساحةِ الرَّملِ،

واحملِي نغمةَ الرَّبابَةِ في حنجرةِ النَّخيلِ،
فها هنا امرأةٌ من الرِّمالِ
تُطلِقُ زغرودةً
تشقُّ بها ليلَ الغزاةِ،
وتُعيدُ للبحرِ اسْمَهُ الأول: المغربيّ!
زغرودةٌ كأنَّها صَقرٌ خرجَ من بينِ أضلاعِ الأطلسِ،
ترفرفُ فوقَ الصَّحراءِ
كأنَّها تَقولُ:
ها أنا يا وطني... لا أُغنّي، بل أقاتلُ بالنَّغَم!
يا ابنةَ البدوِ...
يا زهرةَ الصَّبرِ في وجنةِ الصَّيفِ،
يا طُهْرَ الخيامِ حينَ تهبُّ عليها
عطورُ النَّصرِ من نوافذِ الفجرِ!
زغرودتُكِ ليستْ فَرَحًا فقط،
إنَّها قنبلةٌ من فرحٍ،
تفجِّرُ في قلوبِناالعزمَ
وفي عيونِ أعدائِنا الخوفَ القديمَ!
كم مرَّتْ جيوشُ الغُبارِ،
كم مرَّتْ خُطَبٌ كاذبةٌ من وراءِ الصُّفوفِ،
لكنَّ زغرودتَكِ ظلَّتْ تَشُقُّ الغيمَ
مثلَ خَطٍّ من ضوءٍ في كتابِ الرَّمالِ.
زغردي يا أختَ الأطلسِ،
فالقرارُ صارَ لِلوَطَن،
والعَلمُ يَرفرفُ في السَّماء
كما يرفرفُ قلبُ أمٍّ
حينَ يَعودُ إليها ابنُها من معركةِ العَودِ الأخيرِ.
زغردي...
فالمَسيرةُ ما زالتْ خضراءَ في الحناجِر،
تُورقُ في شِفاهِ الأطفالِ
نشيدًا من حَنينٍ وعزمٍ ومَحَبَّة،
زغردي...
فالمغربُ كُلُّهُ اليومَ يَسمعُكِ،
ويدركُ أنَّ الصَّحراءَ لم تَعُدْ سؤالًا...
بل أصبحتْ **قصيدةَ انتصارٍ تُكتبُ

0 التعليقات: