الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الاثنين، مايو 05، 2025

حمير بنكيران وميكروباته : عمار بنجلون


أنا الميكروب الوطني. هكذا قررت أن أعرّف نفسي، بما أن أمين عام حزب العدالة والتنمية، السيد عبد الإله بنكيران، قد وزع الألقاب علينا بالمجان، دون أن يكلّف نفسه عناء احترام عقول المواطنين أو أدنى حد من اللياقة السياسية. أنا المواطن الذي يحمل همّ وطنه

نشيدٌ لجوع غزة: عبده حقي


النهار مكسور الرقبة،

والشمس تهذي من شدّة الحُمّى،

حين فتحت السماء عينيها على خيمةٍ ملتويةٍ من شراشف الغبار،

تحتها تمددت الطفولة كعصفورٍ مذبوحٍ يركض بلا جناحين.

الأواني تصرخ.

القدور تتزاحم كالقبور.

بين الحقيقة والتضليل حول الحريات في الصحراء المغربية : عبده حقي

 


ردا على البيان التضليلي الذي تقدّم به ممثل ما يسمى بـ"الجمهورية الصحراوية" في جلسة اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، والمنشور بتاريخ 4 ماي 2025، والذي يعجّ بالمغالطات والمزاعم التي لا أساس لها من الصحة، ويهدف إلى تشويه صورة المغرب والانتقاص من مكاسبه في مجال حقوق الإنسان، خاصة في أقاليمه الجنوبية.

جمالية قواعد البيانات: بين البنية والدهشة: عبده حقي


لا يمكن الحديث عن المعرفة دون التوقف أمام الكيان البنيوي الصامت الذي يُدير الخلفية الرقمية لكل ما نراه ونقرأه ونُحسّه: قاعدة البيانات. هذه البنية، التي نشأت في فضاء الحوسبة كأداة لتخزين المعلومات، سرعان ما تحوّلت إلى منبع للمعنى، ومختبر لجماليات جديدة تتحدى مفهوم النص والخطاب، وتفرض أفقًا معرفيًا غير مسبوق.

مراجعة كتاب "عناصر الصحافة" لكوفاتش وروزنستيل: عبده حقي


لقد وجدت في كتاب عناصر الصحافة» (The Elements of Journalism)  لكاتبيه بيل كوفاتش وتوم روزنستيل مرآة فكرية صافية لما يجب أن تكون عليه المهنة، وما انحرفت عنه في كثير من السياقات المعاصرة. فالكتاب، الذي يُعد مرجعًا هاما للغاية في

حين تكتب الآلة الحقيقة: هواجس أخلاقية في أخبار الذكاء الاصطناعي: عبده حقي


ليست المسألة هنا مجرّد استثمار في أدوات ذكية لتوفير الوقت أو تقليص التكاليف، بل نحن بصدد تحوّل جوهري يضع منظومة القيم الصحافية نفسها على محك غير مسبوق، ويطرح أسئلة أخلاقية تُماثل في تعقيدها السؤال الفلسفي: "من يحق له أن يروي الحقيقة؟ الإنسان أم الخوارزمية؟"

الأحد، مايو 04، 2025

مقهى محمد عبدالوهاب في مكناس : عبده حقي

 


في شارع يتنهّد بالبخار الرفيع لذاكرةٍ متعبة، في قلب المدينة القديمة بمكناس، حيث الجدران تهمس بلغاتٍ اندثرت إلا في الحلم، كان المقهى: *مقهى محمد عبدالوهاب*. لا لافتة تنبض باسمه الآن، لا مقاعد تُسجّل أنفاس العابرين، لا فنجان شاي يعلو ويتبخر كدعاءٍ ضائع.

الحقائق المغيبة عن ترحيل صحفيين إيطاليين من الصحراء المغربية: عبده حقي


نشرت أبواق البروباغاندا الجزائرية والجمهورية الصحراوية الوهمية مؤخرًا مغالطات في تقارير تزعم أن المغرب "طرد" صحفيين إيطاليين من الصحراء المغربية، وتُقدِّم الحادثة كدليل إضافي على ما وصفوه بـ"الحصار والمنع الإعلامي". وهي قراءة منحازة،

واقع ومستقبل المغرب بعيون مثقفيه : عبده حقي


تبدو الكتابة المغربية اليوم بمثابة مرآة مشروخة تعكس التصدعات العميقة التي يعرفها المجتمع في مختلف مجالاته. ومن خلال تأمل مجموعة من العناوين الصادرة حديثًا عن كتّاب مغاربة، تتبدّى لنا خريطة واسعة من الاهتمامات، تتوزع بين القلق السياسي، والسؤال الثقافي، والأزمة التعليمية، والوجدان الإنساني، وانكسارات الحلم الجماعي.

"مارادونا: حين يرقص الأدب على أنغام الكرة"


لم يكن دييغو مارادونا مجرّد نجم كروي يتقافز بين المدافعين كما تتقافز الفراشات بين ألسنة اللهب، بل كان أسطورةً تجسدت فيها هشاشة الإنسان وقوة الخيال، عبقريًا لا يعرف الطريق المستقيم نحو الهدف بل يختاره مراوغةً ولعبًا ودهشة. بهذا الوعي المركب

رواية جديدة للكاتب المغربي الدكتور نور الدين محقق بعنوان "الفردوس الكوني: متاهات الجاحظ في دكاكين الوراقين"

 


صدرت حديثا عن "دار السلام الجديدة" بالمغرب رواية جديدة للكاتب المغربي الدكتور نور الدين محقق، حملت عنوان "الفردوس الكوني: متاهات الجاحظ في دكاكين الوراقين". وهي رواية تنتمي إلى نوع الروايات الثقافية التي دأب الكاتب على كتابتها وعرف بها في الوسط الثقافي المغربي والمشرقي على حد سواء.

الخوف من الغياب: حين تصير الحياة رقماً على شاشة" عبده حقي


بصفتي مغربياً نشأ في زمن ما قبل الهواتف الذكية، وأمضى شبابه في مقاهٍ تختلط فيها رائحة النعناع بصوت المذياع، أجد نفسي اليوم أُطارد شبحاً لا مرئيّاً يُدعى FOMO، أو ما يُعرف بـ"الخوف من تفويت الشيء"، ذلك الشعور الذي تغذيه خوارزميات شبكات التواصل الاجتماعي كمن يُلقم النار هشيماً.

السبت، مايو 03، 2025

قصيدة "في قفص اللازورد" عبده حقي

 

في قفص اللازورد

أزرعُ جناحي
وأتسلّق أشجار الضوء التي تنبتُ في فم الغياب.
أنا لستُ أنا،
بل ظلّ يتجوّلُ بين أعمدة السماء
يبحث عن جسده الضائع في رمل الوقت.
أمشي على دربٍ لا يبدأ

من بانجول إلى تندوف: الترويج للمظلومية بدل احترام القانون الدولي: عبده حقي


بصفتي مواطنا مغربيا مهتمًا بالدفاع عن القضايا الوطنية، أجد نفسي مضطرًا إلى تفنيد ما جاء في بيان "الجمهورية الصحراوية" خلال الدورة الثالثة والثمانين للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب المنعقدة في بانجول، غامبيا. ما ورد في هذا البيان ليس سوى إعادة

قراءة في كتاب "طغيان الخوارزميات" للباحث الأميركي فرانك باسكال: عبده حقي


حين قرأتُ مراجعة لكتاب "طغيان الخوارزميات" للباحث الأميركي فرانك باسكال، شعرت كما لو أنني ألقيت نظرة من ثقب الباب على المستقبل… ذاك المستقبل الذي لم يعد بعيدًا، بل صار يحكم يومياتي من محرك البحث إلى طلب سيارة الأجرة، ومن متابعة

في حضرة 3 ماي الصحافة العربية بين الرصاصة والروبوت: عبده حقي


في الثالث من ماي، وهو يستعد لكتابة هذا المقال، شعر كما لو أنه يرتدي قميصاً من الحبر الثقيل، وتحت جلده نبضٌ من ورقٍ ممزق. اليوم العالمي للصحافة ليس بالنسبة له مناسبة احتفالية بقدر ما هو وقفة تأمل قلقة وحزينة. هل ما زالت الصحافة مهنة المتاعب؟ أم غدت مهنة الإهمال، مهنة الخطر المزدوج: من جهة الأنظمة القمعية ، ومن جهة أخرى التقدم التكنولوجي الذي يهدد باجتياحها بالكامل؟

يقول صديقي الصحفي أعود اليوم بذاكرتي إلى أول مرة دخلت فيها غرفة تحرير صحيفة ورقية، كنت أحمل قلماً ودفتر ملاحظات، وشغفاً أكبر من جسدي النحيل. قيل لنا يومها إن الصحافة هي السلطة الرابعة، وإننا ضمير المجتمع ولسان المقهورين. لكن شيئاً فشيئاً،

3 مايو اليوم العالمي لحرية الصحافة


حرية التعبير في مواجهة ثورة الذكاء الاصطناعي

يؤدي النمو السريع للذكاء الاصطناعي واستخدامه إلى تغيير في مجال الصحافة والإعلام وحرية الصحافة بطرق كبيرة. في حين أن مبادئ الإعلام الحر والمستقل والتعددي لا تزال ذات أهمية حاسمة، إلا أن تأثير الذكاء الاصطناعي على جمع المعلومات ومعالجتها

"حين تكتب القصيدة نفسها من جديد "عبده حقي


ككاتب مغربيّ يراقب بانبهار ما يحدث عند نقطة التقاء الشعر والخوارزميات، أجد نفسي مشدودًا إلى ظاهرة جديدة تكسر النمط المألوف للقصيدة: الشعر الإرغودي المؤتمت، أو ما بات يُعرف بـ «Ergodic AI Poetry»—ذلك النص الرقمي الذي يعيد ترتيب نفسه تلقائيًا مع كل قراءة، ليُنتج تجربة فريدة، تُشبه الحُلم الذي لا يتكرر وإن بدا لنا مألوفًا.

وداعًا محمد الشوبي: حين يخفتُ النور دون أن ينطفئ: عبده حقي

 


رحل محمد الشوبي. لفظ أنفاسه الأخيرة في صمت، لكنه ترك وراءه صدى يصعب إسكاته. ليس فقط لأنه ممثل، بل لأنه كان رجل مواقف، صوته نبرة متفرّدة في بحر التشابه، ووجهه مرايا متكسّرة تعكس وجوه المغرب المتعددة: المثقف، المتألم، المتمرّد، الحالم.

الجمعة، مايو 02، 2025

روجي هودسون بقلم عبده حقي


وقفتُ أمام هذه الصورة كما يقف مسافرٌ قديم على عتبة محطةٍ زمنيّة، لا ينتظر قطارًا بل يستحضر قطارات مرّت، وكان فيها صوت روجي هودسون هو التذكرة الوحيدة التي حملتها من الشباب إلى الحلم. نعم، أنا مغربيٌ من زمن الأغاني الصادقة، ومن جيلٍ كانت فيه