في الثالث من ماي،
وهو يستعد لكتابة هذا المقال، شعر كما لو أنه يرتدي قميصاً من الحبر الثقيل، وتحت جلده
نبضٌ من ورقٍ ممزق. اليوم العالمي للصحافة ليس بالنسبة له مناسبة احتفالية بقدر ما
هو وقفة تأمل قلقة وحزينة. هل ما زالت الصحافة مهنة المتاعب؟ أم غدت مهنة الإهمال،
مهنة الخطر المزدوج: من جهة الأنظمة القمعية ، ومن جهة أخرى التقدم التكنولوجي الذي
يهدد باجتياحها بالكامل؟
يقول صديقي الصحفي
أعود اليوم بذاكرتي إلى أول مرة دخلت فيها غرفة تحرير صحيفة ورقية، كنت أحمل قلماً
ودفتر ملاحظات، وشغفاً أكبر من جسدي النحيل. قيل لنا يومها إن الصحافة هي السلطة الرابعة،
وإننا ضمير المجتمع ولسان المقهورين. لكن شيئاً فشيئاً،